الاثنين، 21 ديسمبر 2009

على أي أساس نوالي


بسم الله الرحمن الرحيم

على أي أساس نوالي


احتفل الناس باليوم الوطني ، الذي سمي بيوم التكاتف والولاء والعزة ولا ندري نحن الآن على أي أساس نوالي؟ وهل ثمة سبب يدعوا للتكاتف أو الولاء أو حتى العزة ؟
فكيف نوالي من ترك تحكيم شرع الله عزوجل وعدل عنه إلى دستور علماني وقوانين وضعية ؟
كيف نوالي من ترك الحكم بكتاب الله عزوجل وعدل عنه إلى كتب كفار الغرب وملحديهم ؟
وكيف نوالي من حكم بغير ما أنزل الله وقد قال تعالى (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)) وقال سبحانه ((فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)) وقال سبحانه ((أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ))
وقال تعالى((إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ))



ومن المعلوم إجماع العلماء على كفر من حكم بغير ما أنزل الله عزوجل وقد نقلنا كلام أهل العلم في هذه المسألة بكل وضوح في خطاب سابق
ومن المعلوم بديهيا لدى جميع الناس مسلمهم وكافرهم أن هذا الدستور وهذه القوانين الوضعية مصدرها من الغرب الملحد الكافر وليست من القرآن والسنة فبداهة هي قوانين كفرية فكيف نرضى بأن نُحكِم بقوانين الكفار ويُطلب منا أن نوالي من يحكمنا بها ، فنحن مسلمون وقطر أرض إسلامية فلماذا نُحكم بقوانين الغرب الملحدين ونترك الحكم بشرع رب العالمين.
على أي أساس نوالي ؟


وقد قال تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ))
وحكومتنا والت اليهود والنصارى فأصبحت كما قال تعالى (( منهم )) بل إن الصورة التي والت بها هذه الحكومة النصارى واليهود لهي من أشد وأصرح صور الموالاة متمثلة في وجود القاعدة الأمريكية والسفارة الصهيونية ولقد أعطتهم الحكومة هذه الأرض ووقعت معهم الإتفاقيات على أن يحاربوا الإسلام من قطر وبكل وقاحة وذلة كانت قناة الجزيرة تعرض كيف تدير قيادة القوات الأمريكية الحرب على العراق وقتل المسلمين من معسكر السيلية في قطر فأي ذلة بعد هذه الذلة وأي كفر وزندقة بعد هذا، وكذلك الحرب على أفغانستان فكم قتل من المسلمين والأبرياء - وكلهم أبرياء - وإلى الآن وإلى لحظة كتابة هذه الأسطر مازال الجيش الأمريكي ينطلق من قطر لقتل المسلمين في أفغانستان والعراق ثم يرجع أفراد هذا الجيش المجرم ليعربد في البارات ودور الدعارة المعدة له سلفا من قبل الحكومة التي تدعونا لنواليها ونتكاتف معها ونعتز بها مع كل هذا الذل الذي جرته على الإسلام والمسلمين في قطر وخارجها .


كيف نتكاتف ونعتز بحكومة تسجن وتعاقب من يحاول الذهاب للجهاد في أفغانستان والعراق وتعد كل وسائل الفساد والعربدة والراحة لأفراد الجيش الأمريكي الذي يقتل المسلمين من أطفال ونساءوشيوخ
على أي أساس نوالي ؟
هل نوالي على أن أصبح مهر البغي مائة ريال قطري وعلى انتشار الزنا وفساد الكثير من الشباب وبعد أن صار الزنا في السيارات الخاصة بل وسيارات الأجرة كما ذكرت إحدى الغيورات في الإذاعة وكما يذكر الكثير
فهل نوالي ونتكاتف ونعتز بحكومة تحاول افساد الكثير من شعبها و المقيمين فيها بنشر الدعارة جهارا نهارا ؟


على أي أساس نتكاتف ؟
هل نتكاتف مع حكومة تبيع على شعبها الخمور؟ أم الخبائث بل وتعاند وتكابر كل الأصوات المطالبة بوقف الخمر حتى مع نتائجه من قتل واغتصاب وحوادث مروعة فهل هذه الحكومة تهتم بالمواطن كما تدعى وتحافظ على سلامته كما جاء في الدستورالوضعي أم أنها تحاول افساد من على أرضها من المسلمين والمسلمات ؟ فالحكومة الآن تسمح بدخول المراقص والبارات لمن هم في سن الثامنة عشر سنة فما فوق بل إن أصغر من هذه السن يشربون ويعربدون فكيف نوالي من يعمل على إفساد بلد بأكملها بالخمر والدعارة ومن المعلوم شرعا أن شرب الخمر كبيرة من الكبائر ولكن ترخيص بيع الخمر هو من التشريع المناقض لتشريع الإسلام وهو كفر عملي باجماع. قال الله تعالى ((أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ))


على أي أساس نتكاتف ؟
هل نتكاتف على نجاح الحكومة في إخراج المرأة من حيائها وباعتماد سياسة الإختلاط في جميع المؤسسات والوزارات الحكومية والشبه حكومية وبإذلال المرأة القطرية وذويها والتي قد تحتاج إلى عمل لتسد حاجة أسرتها بأن تعمل في مكان مختلط إلى جانب الرجال ، الى درجة ان بعض المؤسسات الإسلامية ُأجبرت من الحكومة على اعتماد الإختلاط بعد أن كانت منفصلة كالبنوك الإسلامية مثلا بل إن بعض المسئولين فيها أجبروا الموظفات على نزع النقاب أثناء العمل في قسم الرجال


فهل نوالي حكومة تذل شعبها باعتماد الإختلاط في كل مكان الأمر الذي يفسد النساء والرجال وينتج عنه من المصائب ما الله به عليم.
وهل نوالي من يفتح الجامعات العلمانية المختلطة والتي يعلم الجميع ما يحصل فيها من علاقات بين بعض الطلبة والطالبات أو بين بعض الطالبات والمدرسين والتي بمنهجها العام تغرب الطلاب وتفسد هم وتخرج لنا أعداء للإسلام من بني جلدتنا .
علما بأن بعض هذه الجامعات تُخصص حصصا لتدريس الرقص الشرقي والغربي ...
وبعضها يدعو الطلاب رسميا للذهاب إلى البارات الموجودة في الفنادق ... وهذا كله بعلم الحكومة طبعا
على أي أساس نتكاتف ؟


بل كيف نتكاتف مع حكومة تُبعد مئات من أفضل الخطباء والأئمة وطلبة العلم والدعاة وتمنع دخولهم ولسان حال المسؤلين يقول ((أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ)) في الوقت الذي يدخل فيه الداعرات والإرهابيون من الصهاينة والأمريكان الى البلاد بكامل الحرية والاحترام والتقدير.

على أي أساس نوالي ؟ هل نوالي حكومة تفتتح الكنائس والمعابد الوثنية لجميع الطوائف في الوقت الذي تمنع فيه بعض الأئمة من صلاة القيام في غير شهر رمضان في المساجد.
وهل نتكاتف مع حكومة تُسلِم تعليم أبنائها إلى أعدائها بل وتدفع لهم مئات الملايين نظير إفساد التعليم في أكبر مشروع تعليمي فاشل .


وهل نعتز بمن سمح (للرجال) بفتح صالونات للتجميل وتهافت بعض النساء عليهم ليرتبوا لهن الشعور والمكياج.
وهل نعتز بمن سمح بدخول لحوم الخنازير للبلاد ؟ وهل نتكاتف مع من سمح ( بعد أن كان ممنوعا ) للأطباق الفضائية المليئة بالقنوات الإباحية حتى أصبحت الأفلام الإباحية في كل مكان حتى في الهواتف الجوالة وابتلي بها الصغير قبل الكبير والبنات قبل الشباب ؟


فهل نوالي حكومة تفسد شعبها بهذه الصورة المشينة ؟
وهل نوالي من يؤسس فرق رياضيه للنساء في كرة القدم والطائرة والجمباز والسباحة ؟
وهل نوالي من يصرف المليارات من الأموال العامة على البطولات الرياضية بدون رقيب ولا حسيب في حين ينتظر المسلم سنوات للحصول على أرض وسنوات أخرى للحصول على القرض وسنوات أخرى للخدمات ...
وهل نوالي من يصرف لليهود والنصارى والماجنات الفاسقات وغيرهن رواتب بمئات الآلاف في حين تحصل فيه الأرامل والمطلقات والعجائز على 2500 ريال ويحصل بعض الموظفين على 7000 ريال.


وإنني والله لأعجب بعد هذا أشد العجب عندما أرى هذه الخيام المعدة من قبل الناس للإحتفال والمسيرات الحاشدة وأتساءل بماذا نحتفل هل نحتفل بالذل الذي نعيشه هل نحتفل بالسفارة الإسرائيلية هل نحتفل بعشرين ألف عدو أمريكي يقتل المسلمين والمسلمات ويعيش بين ظهرانينا هل نحتفل بنشر الخمر والدعارة والرذيلة هل نحتفل بإخراج النساء المسلمات من بيوتهن للعمل مع الرجال هل نحتفل بإقصاء شرع الله عزوجل من الحكم واستبداله بشرع الكفار
أليس الأولى أن تكون هذه الخيام للعزاء بسبب ما يخطط له من هدم الإسلام من جميع جوانبه وإفساد البلاد والعباد
وانني اخشى والله أن يكون قد صدق فينا قول الله عزوجل (( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ)) ان الله عز وجل أمر نبيه صلى الله عليه وسلم وأصحابه والمسلمين باتباع ابراهيم عليهم السلام والأنبياء جميعا في قوله ((قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ...))


وقال تعالى ((فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا))
وقال تعالى معلما ومبينا موقف المسلم الذي لا يصح دينه إلا به بأن يقول ((إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ))
وبهذا أقول اللهم إني أشهدك أني بريء من كل من لايحكم بالإسلام وبريء من كل دساتيروقوانين الكفار كفرت بهم وبدا بيني وبينهم العداوة والبغضاء أبدا حتى يحكموا بالاسلام وحده وبتحقيق معاداة الكفار وموالاة المسلمين
وأسال الله جل وعلا أن يهدي هذه الحكومة للحكم بالاسلام إنه ولي ذلك والقادر عليه إنه هو التواب الرحيم



كتبه
سلطان بن خليفه بن هلال الخليفي
4-1-1431 _ 21-12-2009